GuidePedia
hanafi

0

استهل المنتخب الغابوني اللقاء مهاجماً بقوة وشراسة بحثاً فوز حاسم ينقل الفريق مباشرة إلى الدور الثاني، وبدا أن الفريق الملقب بالفهود يسعى لاستغلال الدفعة المعنوية القوية التي جاءته بعد الفوز الذي حققه على النيجر بهدفين دون رد في افتتاح مباريات المجموعة الثالثة.
على الجانب الآخر، دخل منتخب أسود الأطلس اللقاء وهو يعلم تماماً أنه لا خيار أمامه سوى الفوز لإنقاذ حظوظه في البطولة خاصة بعد خسارة الفريق لمواجهته الأولى أمام منتخب نسور قرطاج (1-2).
انعكست هذه المشاعر المتباينة للمنتخبين على أدائهما في الدقائق الأولى من المباراة والتي جاءت حماسية وتبادل فيها المنتخبان الهجمات وجاءت أولى الفرص الحقيقية لهز الشباك من جانب المنتخب المغربي في الدقيقة 12 عندما أهدى يوسف بلهانده تمريرة بينية اخترقت دفاعات المنتخب الغابوني ووصلت إلى ميكايل بصير الذي استلم الكرة وتوغل داخل منطقة الجزاء ثم سددها قوية ذهبت إلى خارج الملعب بغرابة.
أجبر الاندفاع المغربي لاعبي الغابون على الانكماش في منتصف ملعبهم خوفاً من إصابتهم بهدف مبكر لذلك شاهدنا المهاجمين بيير-إميريك أوباميانغ وإريك مولونغي وهما منعزلان تماماً وسط مدافعي أسود الأطلس لذلك غابت خطورتهما معظم دقائق اللقاء الأولى.
ونال المنتخب المغربي مكافأته سريعاً بعد بدايته الجيدة في اللقاء، ففي الدقيقة 25 واصل يوسف بلهانده إهداءه للتمريرات الرائعة لزملائه ومرر كرة بينية لحسين خرجة قائد الأسود والمتمركز داخل منطقة جزاء الغابون بدون أي رقابة، فاستلم خرجة الكرة بهدوء وثقة متناهيتين ثم أطلق تسديدة أرضية زاحفة بيسراه سكنت شباك حارس الغابون ديدييه أوفون معلنة تقدم مستحق لأسود الأطلس.
انتفض المنتخب الغابوني بعد تقدم المغرب محاولاً إدراك التعادل سريعاً قبل أن يحكم لاعبو المغرب سيطرتهم على المباراة، ففي الدقيقة 28 ارتقى أوباميانغ لكرة عرضية وسددها قوية برأسه ذهبت إلى خارج الملعب على بعد سنتيمترات قليلة من مرمى الحارس نادر لمياغري.
تحرك أوباميانغ كثيراً وترك موقعه في العمق وعمد إلى الاختراق من الجانب الأيمن للهروب من الرقابة، وفي الدقيقة 32 مر لاعب سانت إيتيان الفرنسي من مدافع دينامو كييف الأوكراني بدر القدوري ثم رفع كرة عرضية رائعة على رأس مولونغيو إلا أن الأخير ارتقى للكرة مبكراً فلم يتمكن من إحكام السيطرة عليها عندما وصلته لذلك ذهبت رأسيته ضعيفة وتهادت ببطء إلى يد الحارس لمياغري.
لجأ المنتخب الغابوني إلى الاختراق من الجهة اليمنى التي كثف من خلالها هجمات السريعة استغلالاً لسرعة الظهير الأيمن إيدموند مويلي والذي كون مع أوباميانغ ثنائياً خطيراً تغلباً على الظهير الأيسر المغربي القدوري، ومالت الغلبة في الدقائق الأخيرة من الشوط الأول لصالح أصحاب الأرض وتحمل قلبا الدفاع بن عطية والقنطاري ومن خلفهما الحارس المتألق لمياغري العبء الأكبر في المحافظة على نظافة شباك أسود الأطلس، وعلى الجانب الآخر واصل بلهانده تألقه وأطلق تسديدة أرضية زاحفة أمسكها بصعوبة حارس لومان الفرنسي أوفون في الوقت المحتسب بدلاً من ضائع، وبعد هذه الفرصة المغربية أطلق حكم اللقاء الغامبي غاساما باكاري صافرته معلناً نهاية الشوط الأول بتقدم المنتخب المغربي بهدف دون رد.

 مع انطلاقة الشوط الثاني أجرى مدرب المنتخب المغربي إيريك غيريتس تغييراً هجومياً فدفع بنور الدين مرابط بدلاً من يوسف العربي كما أجرى الألماني جيرنوت روهر تعديلاً هجومياً أيضاً على تشكيلة فريقه حيث أخرج ستيفان نغيما ودفع بدانيل كوزان الذي كاد أن يكافئ مدربه على الدفع به عندما أطلق تسديدة صاروخية صوب المرمى في الدقيقة 48 ارتدى لها لمياغري قفاز الإجادة وأخرجها بصعوبة منقذاً مرماه من تلقي هدف التعادل.
شدد أصحاب الأرض من ضغطهم على مرمى أسود الأطلس من كل الجهات وواصل لمياغري تألقه والذود عن عرينه بشجاعة واستبسال إذ تصدى لتصويبة أخرى أطلقها هذه المرة لاعب الوسط المهاجم ماديندا  في الدقيقة 54.
أجبر الدفاع المنظم للمنتخب المغربي لاعبي الغابون على تغيير استراتيجيتهم والاعتماد على الكرات الثابتة من أجل هز الشباك المغربية بعد أن فشلت مل المحاولات في الاختراق سواء من الأطراف أو من العمق وفي الدقيقة 65 ارتقى البديل كوزان إلى كرة جاءته من ركلة حرة مباشرة وسددها برأسه فذهبت فوق العارضة بسنتيمترات قليلة بعد أن انخلعت لها قلوب الجماهير الغابونية الطامحة إلى إدراك التعادل على الأقل حتى لا يصبح منتخب بلادها بحاجة إلى تحقيق الفوز فقط في مباراته الأخيرة في الدور الأول أمام المنتخب التونسي.
مجدداً قدم لمياغري عملاً رائعاً وطار إلى كرة وصلته من ركلة رأس سددها مولونغي من على حدود خط الست ياردات داخل منطقة الجزاء، ورغم أن حكم اللقاء احتسب اللعبة على أنها تسلل لصالح المنتخب المغربي إلا أنها أوضحت تماماً مدى كفاءة لمياغري وجاهزيته لأي اختبارات مفاجئة في اللقاء.
عاود لمياغري مرة أخرى تألقه وأثبت أنه أفضل لاعبي المنتخب المغربي بلا منازع وأنقذ مرماه مرة أخرى من تسديدة الظهير الأيمن المتقدم مويلي في الدقيقة 75.
لم تمض ثواني معدودة عقب هذه الكرة إلى وعاد أوباميانغ للظهور مرة أخرى وبقوة هذه المرة عندما استغل كرة عادت له بالخطأ من الدفاع المغربي فسددها المهاجم الغابوني بقوة فذهبت صاروخية على يمين لمياغري معلنة تعادل أصحاب الأرض في الدقيقة 77، فانفجر ملعب اللقاء من الفرحة واقتحمت الجماهير الغابونية ملعب اللقاء من فرط الفرحة والسعادة بهدف التعادل.
دقيقتان فقط فصلت المنتخب الغابوني عن أهم لحظات المباراة، ففي الدقيقة 79 استلم أحد أفضل وأهم لاعبي البطولة حتى الآن أوباميانغ الكرة من الجانب الأيمن ثم مرر الكرة أرضية إلى داخل منطقة الجزاء فوصلت إلى كوزان الذي سيطر عليها بمهارة وثقة يحسد عليهما ثم سدد الكرة بيسراه في الشباك معلناً تقدم غير متوقع على الإطلاق لفهود المغرب بهدفين مقابل هدف.
انهار تماماً المنتخب المغربي عقب تلقي شباكه للهدف الثاني وفي الدقيقة 84 انبرى بطل اللقاء أوباميانغ لركلة حرة مباشرة عاود لمياغري تألقه وأخرجها بصعوبة متناهية.
جاء الفرج للمنتخب المغربي في الدقيقة 91 من زمن اللقاء عندما اخترق البديل تعرابت وسط الملعب ثم أهدى بينية متقنة إلى بلهانده الذي سددها باتجاه المرمى إلا أن كرته اصطدمت بيد المدافع تشارلي موسونو داخل منطقة الجزاء الغابونية وغيرت اتجاهها فاحتسب اللقاء ركلة جزاء انبرى لها خرجة وسددها في الشباك مسجلاً هدف الإنقاذ للمنتخب المغربي، وهذه هي ركلة الجزاء الثانية في البطولة كما أن خرجة تصدر بذلك لائحة هدافي البطولة برصيد ثلاثة أهداف إذ أنه كان قد سجل هدف بلاده الوحيد في مرمى تونس في الجولة الأولى من مباريات المجموعة.
بعد أن هيأ كل من في الملعب نفسه إلى انتهاء اللقاء بالتعادل فاجأ البديل برونو مبانانغويي كل من في اللعب عندما انبرى لركلة حرة مباشرة لأصحاب الأرض من على حدود منطقة الجزاء المغربية من جهة اليسار فبدلاً من أن يرفعها على رأس زملائه المهاجمين قرر الخيار الأصعب وسددها مباشرة في المرمى، فاحتضنت كرته الشباك معلنة فوز بالغ الإثارة لفهود الغابون بثلاثة أهداف مقابل هدفين صعد بهم للدور ربع النهائي مباشرة كما أكد تأهل المنتخب التونسي أيضاً والذي كان ينتظر تعادل المنتخبين أو فوز الغابون ليضمن ترشحه هو الآخر للدور القادم.


LOGO ICE

إرسال تعليق

 

Top