التدريب النفسي والعقلي في الرياضة مهم جدا، ولكن اللاعب داخل الملعب يحمل شخصية لا تستطيع أن تتخيلها حتى لو ظهر خارجيا أنه طيب وودود مع زملاءه من اللاعبين أو المنافسين له، والعكس أيضا، فيمكن للاعب أن يظهر خارج الملعب بشخصية قوية جدا ولكنه داخل الملعب شخص ودود جدا، وهناك حالة مهمة جدا أعتقد أن كل العالم لاحظها بعد الكلاسيكو الأخير بين ريال مدريد وبرشلونة والذي إنتهى بفوز الريال، وهي عدم مصافحة كل من ميسي وكريستيانو رونالدو لبعضهما البعض بعد المباراة والتي إعتبرها الكثير أنها ليست من الروح الرياضية، وبدأوا بإلقاء اللوم على هذا اللاعب تارة والأخر تارة أخرى.
ولكن هناك تحليلان نفسيان لهذه الحالة، فالأول منها تحليل حواري داخل نفس كل لاعب في لحظة الذهاب لمصافحة الحكام وبعضهما وهو كالتالي:
ميسي: يااااااااااه قد خسرنا وأنا سأذهب لمصافحة هذا المتكبر رونالدو
رونالدو: هاااا لقد فزنا باللقب وأحبطناهم جدا خلال المباراة وكنت النجم
ميسي: أنا أقترب منه الآن للمصافحة، ولكن أنا حزين يمكنني التحجج بذلك وعدم مصافحته
رونالدو: أنا اللاعب الفائز وعليه القدوم لتهنئتي لكي أكسر شوكة هذا المتعجرف
ميسي: أعتقد أنه سيمد يده بالمصافحة لي لأنه فائز ونفسيا أفضل مني
رونالدو: سيحاول إظهار أنه لا يهتم بالخسارة وسيبتسم ويأتي لمصافحتي وهذه فرصتي
ميسي: سأنتظره يصافحني بعدها سأظهر أنني لا أعاني من الخسارة
رونالدو: متأكد أنه سيصافحني ووقتها سأظهر له أن الفوز شيء طبيعي لفريق ألعب معه
وبعد أن إقترب اللاعبان من بعضهما إنتظر كل منهما أن يبدأ الأخر بالمصافحة والنتيجة بالطبع تجاهل كل منهما للأخر وظهر هذا المشهد الذي رأيناه كلنا، والعلاج في هذه الأمور سهل جدا لأنه أمر متكرر يحدث كثيرا في المباريات الكبيرة وذات الضغط ويكون من قبل المسؤول النفسي لللفريق أو اللاعب ويمكن أن يصل للغرامة لو لم يصافح الخصم كي يظل النادي أو اللاعب محبوبا وجماهيريا.
أما التحليل الثاني، فهو أن هناك بعض اللاعبين الكبار أمثال ميسي ورونالدو يعيشون داخل المباراة أكثر من اللاعبين الأخرين في الملعب وبالتالي فمن الصعب الخروج من جو الشحن النفسي الذي كان يعيشه خلال المباراة إلا بعد حوالي ٣٠ دقيقة من إنتهاء المباراة فلا يستطيع أن يضغط على تفسه ويقوم بشيء لا يريد أن يفعله وبالتالي تصدر منه هذه التصرفات.
إرسال تعليق